Moubarak Ouassat

أماكن

في شارع جنبي

وجھا ألیف یتكاثر في انتظاري

في ضاحیة قریبة

قبیلة تقیم طقوس ندمھا

في میدان المعركة

سقط ضحایا كثیرون تحت حوافر الأصیل

في ذاكرتي

مدن تھمي علیھا أمطار واحزان

في غابة ما

امرأة تقبل ذئبا كسیحاً

على رصیف مقھى

فمر ینزف في سرة میت

على عتبة غابة

ھیاكل عظمیة تضحك للنجوم

في كوخ مھجور

أنام متستراً على صیحتي
 

رقصة

أعدتني ھذه الورقة

بحماھا

لا سبیل إلى الشفاء من طقس ھذه الأسنان

أعزل أنا

حین مر شھاب بنافذتي

لم یترك لي

غیر فتات من نصائحھا

ولأمة كانت لأسلافھا

سأتدرع بھا ضد كماة الشتاء

وأوغل في العزف

على كمنجات

الغوایة . . .

لكن ، ما الذي افعلھ الآن

وھیكلي العظمي

یجذبني

نحو موطن

القشعریرة ؟
 

رحيل

حين سالت على جبيني
دماء الغسق
اعترتني رعشة اللحظة العمياء
انسحبت يداي
من طفولة الذهب

وبدأ وجهي يسافي، بلا كلل،
نحو مهابّ الألم.

 

براءة

الرجل الذي قضى لیالي طویلة

موغلاً في ذھول الحدیقة

لم یسرق نیاشین الخزامي

ولیس من جدع أنف الھواء

لم طاردوه إذن ؟

إنّھا یتخفى الآن في مغارة

یحرسھا

ھتاف

النمل

لا یغادر إلا مكرھاً

إلى معاوز

یسدل علیھا الأموات

أكفانا راعشة

لكن لا خوف علیھا

حین یجوع ، یستطیع أن یجلس

إلى خوان النسیم

وإذا تعقبتھا العقبان

یمكنھا أن یمتزج بالزبد

لاخوف علیھا

لھا خیمة

یستریح فیھا حواریو

الریح

حین

صليل

سيوف الشتاء، بداخل رأسي
طول الليل
تقرع كؤوس الليل
هكذا استنفرت حشود
من عظامي القديمة
طالما انتظرت هذا الصليل
للانضواء تحت لواء
الكوارث
التي تتمنطق بأحلامي
لهذا، لا أستريح
خلال اعتراف المطر
ولا ألتقي فراشات الوسن
وأنا أعبر أسلاك المساء
الشائكة
نحو سريري السادر
في أرقه الخاصّ.

 

تفاصیل الدھشة

الأنوار شاحبة على سیقان اللیل

الخطى محطمة على بلاط الشوارع

المواج ساكنة في جنبات الحدائق

لا شيء تغیر

بعد أن ھجرت ھذه النافذة

حیث یضحك العصفور

ھذه الفرفة حیث الماء یحیا ویفكر

والأنیة مثقلة بسھادھا المعدني

لا تزال نظرتك المنكسرة ، ورنین أساورك

شالك ولثغتك التي من بنفسج

منثورة على الشراشف المكتظة بذھولك

وفوق المنضدة المبقعة بالحبر

حیث یقھقھا بوقاحة

تمثال بوذا المترھل

للأسف لم أستطع أن أبدو یائساً

مثل نشید ناضب مثل جدول ھرم

لأن تفاصیل الدھشة تمت خارج حیاتي

لأن أنفاسي تتلعثم في العراء

فیما الثلج یتساقط من سقف الغرفة

ویلعب في حضني كطفل

لاشيء تغیر

ھینمة الوزال تسري في المروج البعیدة

والسماء تنث رذاذ الھذیان

وأنت تتخلصین من دمك وتجرین

بین أشجار الشربین المریضة

وعلى الأرصفة التي تغص

بعذاب الموسیقى

كان قوس قزح یتدحرج على كشح ھضیم

والزبد یكرر أحلام المحیط

كانت أحلامك تتبعك

وأنت تتلذذین بالھمس وبالكلام

وفي منتصف العبارة تختفین

تاركة ھموك الصغیرة على عتبات الفنادق

تاركة طیفك في المرآة

وجھك في بدایات القمح

وثوانیك الزرقاء في قلب الساعة الذھبي

لا شيء تغیر

رعشتك تنسرب في خروم الدنتیلا

خوفك ینسدل على جبیني

وأنا أبتكر سیرة للورود المیتة

قبل أن أضع یدي على مفتاح العلاقة

ورأسي خارج رواق البھجة

قبل أن أغمس عیني في لعاب الوسادة

المرصعة بنومك وعطرك

وأنصت لطحالب المستنقعات

وھي تنمو بین ضلوعي

في ھذه الغرفة الكئیبة كابتسامة القتیل